فتجده بارعا ومتفرغا لإحصاء الأنفاس وتعداد الأخطاء ويعاقب على هذا

في حين أنه يهمل الجانب الآخر ألا وهو النظر إلى السلوكيات الحسنة وتدعيمها والإثابة عليها.

فيصبح الأب مثل رجل البوليس السيء فقط يعاقب، كذلك الأم تعزز هذه الصورة، بأن أباك لما يجيء ليلا من العمل أنا سأقول له ماذا فعلت، وسترى كيف سيتصرف معك؟ مثلا.

فمعناها أن الأب دائما يرتبط بصورة سيئة وهي صورة الشرطي السيء الذي يجيء فقط ليضرب أو ليؤذي أو نحو ذلك.

فهذا أيضا مما ينبغي أن نلتفت إليه.

كما سنناقشها بالتفصيل إن شاء الله تعالى، لابد أن نلتفت أيضا إلى الأفعال .. وأن نثيبه عليها لأن هذا أهم من العقاب لأن هذا طريق مختصر ولا ضرر فيه، وهو التربية بالثواب والمكافأة، لأن الثواب والمكافأة يعمل على تثبيت السلوك السوي وكثير من نظريات علم النفس أكدت في مجال التعليم على دور الإثابة والتشجيع في تعزيز السلوك الإيجابي، فمكافأة الأبناء على تصرفاتهم الجيدة تثبت في نفوسهم الثقة.

هذا يزيد من احترامه لنفسه، وهذا المبدأ مهم جدا، عمليه احترام الذات والثقة في الذات.

والثقة في الذات اصطلاح نتجاوز عنه، فإننا لانقصد به التوكل على النفس طبعا معاذ الله، وإنما هو حسن تقدير الذات، فهذا المكافأة تشجعهم على المداومة والتعود على السلوك الحسن.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستخدم المكافأة والثواب في إثارة نشاط الأطفال لكي يدعم ممارستهم لهذا النشاط، وكان يقول مثلا: «مَنْ سَبَقَ فَلَهُ كَذَا» (?).

من سبق: يعني من يأتيني أولا في الجري له كذا.

فكانوا يتسابقون إليه - صلى الله عليه وسلم - ويقعون على صدره فيقبلهم ويفي لهم بما وعدهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015