يقول الإمام النووي: ينبغي أن يحنو عليه ويجريه مجرى ولده –أي المعلم- في الشفقة عليه والاهتمام بمصالحه والصبر على جفائه وسوء أدبه ويعذره على جفوة وسوء أدب تعرض منه في بعض الأحيان، فإن الإنسان معرض للنقائص.
فإذا نبدأ بفقه المكافأة أو فقه الإثابة بالنسبة للأطفال، أولا: لأنه هو الأصل.
«مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَلَا عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (?)
والأحاديث معروف في الحث على الرفق وناقشناها من قبل في محاضرة بالتفصيل.
والإثابة: أمر ملائم لفطرة الإنسان في اكتساب السلوك والثبات عليه.
فالنفس مهيأة بالترغيب، إذا رغبت فإن هذا يشجعها ويدفعها إلى الفعل الحسن والابتعاد عن الفعل السيء.
ولولا قيمة الترغيب لما رغبنا الله سبحانه وتعالى في الجنة، وحثنا على التسابق عليها، وجعل التسابق في اكتساب الخيرات هو طريق الوصول إلى الجنة.
ليس هذا فحسب، بل حثنا على التضحية حتى بالروح والنفس والمال، في سبيل تلك الغاية العظمى والمثوبة الجزيلة ألا وهي الجنة.
والمكافأة لا يتوقف أثرها فقط في اكتساب السلوك الحسن وزيادته بالنسبة للأطفال، ولكنها ايضا لها دورها المؤثر في تقليل السلوك السيء، وهي أيضا تزيد من احترام الطفل لنفسه.
-بعض المربين يعتبر أنه لا يلتفت للطفل ولا يربيه ولا يهتم به إلا إذا كان يتصيد له الأخطاء فقط.