من أوضح الأمثلة على ذلك أن الفتى تستيقظ عنده الرغبة الجامحة في الزواج منذ بلوغه الحلم، لكنه يؤجل ذلك إذ يجد نفسه عاجزا عن نفقات الحياة الزوجية فيفضل لذة ومتعة مؤجلة ولو كان التأجيل مديدا، ولكنها مكفولة الاستقرار بحسب ما يبدو له، على لذة عاجلة ينغصها الحرمان والنكد أو خراب البيوت او سوء السمعة أو نقمة المجتمع .. الخ
هكذا يرغبه مجتمعه بزواج هانئ مستقر إن هو صبر ونال الشهادات أو الخبرات أو القدرات على الكسب وإعالة الزوجة وتأمين المسكن كما يرهبه المجتمع –مجتمع الأبوين أو الأصدقاء أو الأقارب- من النتائج الوخيمة إن هو اقترف لذة غير مشروعة أو تسرع في زواج غير مناسب ولا ملائم.
إذا ما هي ميزات الترغيب والترهيب القرآني والترغيب والترهيب النبوي؟
وهذه الميزة، ما هي الميزات التي يمتاز بها الترغيب والترهيب الإسلامي عن الأسلوب الغربي في التربية؟
لا شك بما أن المنهج الإسلامي طبيعته أنه منهج رباني موات وموافق ونسجم مع فطرة الإنسان، فمن ثم لابد أن يمتاز عن المناهج الغربية في أشياء كثيرة.
الترغيب والترهيب القرآني يعتمد على الإقناع والبرهان، فليس من آية فيها ترغيب أو ترهيب بأمر من أمور الآخرة إلا ولها علاقة أو فيها إشارة من قريب أو بعيد إلى الإيمان بالله واليوم الآخر على الغالب.
أو فيها توجيه الخطاب إلى المؤمنين: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} (?) فالكذب صفة من صفات الذين يجحدون الآخرة.
فنجد الآيات التي فيها ترغيب وترهيب، إما أنها دائما أو في الغالب تشير من قريب أو بعيد إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، أو فيها خطاب للمؤمنين، تخصيص المؤمنين بالخطاب.