ولكن فلنحذر أن نجعل وسيلتنا في تربية النفوس أن نجاريها في انحرافاتها ونتلمس لها الأعذار فإن ذلك يبعث على الانحراف ويزيد عدد المنحرفين.

إن التربية الرقيقة اللطيفة الحانية كثيرا ما تفلح في تربية الأطفال على استقامة ونظافة واستواء.

ولكن التربية التي تزيد من الرقة واللطف والحنو -التي بها حماية زائدة وتدليل زائد- تضر ضررا بالغا لأنها تنشئ كيانا ليس له قوام.

والنفس في ذلك كالجسم إذا رفقت بنفسك رفقا زائدا فلم تحمله جهدا خشية التعب، ولا مشقة خشية الإنهاك فالنتيجة أنه لا يقوى أبدا ولا يستقيم له عود

-يعني الشخص الذي يتجنب حمل أشياء ثقيلة أو عمل مهام فيها مشقة خشية أن يرهق.

ما الذي يحصل؟

يحصل ما يسمونه في الطب الضمور الناتج عن الإهمال أو عدم الاستعمال ( use it or loose it)، يعني استعمل الحاسة وإلا سوف تفقدها ويحصل لها ضمور.

فالشخص الذي يريد أن يبني العضلة ماذا يعمل؟

لابد أن يحمل أثقالا متدرجة في الازدياد حتى يعود ذلك عليه بالقوة والنماء، ولكن الذي يهمل ذلك ويعطل عضلاته، فما الذي يحصل؟

الرخاوة والليونة والضعف.

يقول: فالنفس في ذلك كالجسم إذا رفقت بنفسك رفقا زائدا

هو مطلوب الرفق بالنفس لكن في حدود.

فالشخص الذي يرفق بنفسه رفقا زائدا فلم تحمله جهدا خشية التعب، ولا مشقة خشية الإنهاك فالنتيجة أنه لا يقوى أبدا ولا يستقيم له عود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015