بعد ذلك يؤمر بالصلاة، فالأمر بالصلاة إعانة له على التعود على المحافظة على الصلاة.
إذا الإنسان تدرج وراعى هذا التدرج، التربية بالقدوة والتربية بالعادة ونحو ذلك، هل يتصور لهذا الطفل إذا بلغ العاشرة، يقترب من النضج ويكون أكمل من المرحلة السابقة، هل مثل هذا يحتاج لأن يضرب على الصلاة؟
في الغالب، لكن لا يجئ أحدهم ويتجاوز كل المراحل السابقة ويظل مقصرا حتى يصبح ابنه في سن العاشرة ويبدأ معه بالضرب، فأنت الذي قصرت في المراحل السابقة، أو يضرب بعد التكليف، وبعد التكليف خلاص هو أصبح مسئولا ومكلفا، فإذا لابد من الانتباه من هذه المراحل المبكرة وإعطاء كل مرحلة حقها.
ولكن التربية بالموعظة الكلمة الهادئة والنصيحة الراشدة، والتربية بالموعظة من أنواعها أيضا التربية بالعبرة، لأن العظة تصل بطريقة غير مباشرة عن طريق القصص أو الحوار أو الأسلوب الرشيد الحكيم والتوجيه المؤثر
هناك التربية بالملاحظة، وهناك التربية بالعقوبة كما ذكرنا حتى لا يسترسل في المخالفات.
يقول الأستاذ محمد قطب في كتابه عن التربية، حينما لا تفلح القدوة ولا تفلح الموعظة، فلابد أيضا من علاج حاسم يضع الأمور في وضعها الصحيح، والعلاج الحاسم هو العقوبة، وبعض اتجاهات التربية الحديثة تنفر من العقوبة وتكره ذكرها على اللسان، ولكن الجيل الذي أريد له أن يتربى بلا عقوبة في أمريكا جيل منحل متميع مفكك الكيان، إن العقوبة ليست ضرورة لكل شخص فقد يستغني شخص بالقدوة وبالموعظة، فلا يحتاج في حياته كلها إلى عقاب، ولكن الناس ليسوا كلهم كذلك بلا ريب، ففيهم من يحتاج إلى الشدة مرة أو مرات.