ومنهم من يكفيه التهديد بعذاب مؤجل التنفيذ، ومنهم من لابد من تقريب العصا منه حتى يراها على مقربة منه، ومنهم بعد ذلك فريق لابد أن يحس لذع العقوبة على جسمه كي يستقيم.
-فأساليب التربية الإسلامية كما أشرنا متنوعة جدا كما سنفصل بعد ذلك إن شاء الله تعالى ..
هناك التربية بالقدوة، وهناك التربية بالعادة، وهناك التربية بالموعظة، وهناك التربية بالملاحظة، وهناك التربية أيضا بالعقوبة وبالإفادة كما ذكرنا.
فالتربية بالقدوة ميزتها أنها تكسب الولد أفضل الصفات وأكمل الأخلاق ويترقى نحو الفضائل والمكرمات وبدون القدوة لا ينفع مع الولد تأديب ولا يؤثر فيه موعظة.
وهناك التربية بالعادة، وهذه تصل بالإنسان أيضا أو بالطفل إلى أفضل وأطيب الثمرات لأنها تغرس الأعمال الصالحة في هذا الطفل.
-بدون التربية بالعادة وهي الاستمرار، الاستمرار في الشيء حتى يصبح عادة، وبدون ذلك يكون المربي مثل الذي يكتب على صفحة ماء أو يصرخ في واد أو ينفخ في رماد بلا فائدة ولا جدوى.
-يعني لو طبقناها في الصلاة، فيكون الطفل تعود حتى قبل أن يصل إلى السابعة هو تعود أن يرى أمه تصلي وأباه يصلي، فبسبب وجود هذه القدوة الحسية أمامه فيحاول حتى وهو ابن الثلاث أو الأربع سنوات يقلد أو يقتدي بأبيه في مسألة الصلاة.
شيء طبيعي بدون أن يكلمه أحد، لماذا؟
لأنه عنده أن هذا الأب أو الأم أفضل وأحسن ناس في الدنيا كلها، ومن ثم يتقمص ما يمارسه الأبوان أمامه من أساليب.
فإذا جاءت السابعة وحان وقت تدريبه على الصلاة، تبدأ بأمره بالصلاة.
هو لا يؤمر بالصلاة قبل السابعة وهذا رعاية لمراحل نموه المختلفة، ولكن مجرد أن يرى القدوة فهذا يغرس في نفسه أن هذا شيء حسن وينبغي الاقتداء به.