مثلا ًمن ناحية أهمية الرضاعة أو حق الطفل في الرضاعة أو كذا أو كذا بل نصت على هذه الحقوق حتى لا تنتظر الأمة إلى أن تصحى الأمم المتحدة من النوم وتقول حق الطفل في النسب، أو حق الطفل في الرضاعة، أو الوصاية بحليب الأم إلى آخره، فنص الله - سبحانه وتعالى - على هذه الحقوق وأمر بها ويقول هنا ولكن نعمة الله تعالى على الأمة الإسلامية لم تنتظر بهم حتى يعلموا من تجاربهم على حساب مصلحة الطفل طوال هذا الأمد البعيد، فالله رحيم بعباده وخاصة هؤلاء الصغار المحتاجين للعطف والرعاية، فلبن الأم هو منحة السماء لزائر جديد أطل على وجه الأرض.
الرازي المفسر الشهير وكان طبيبًا معروفًا علق على هذه العناية الكبيرة بهذا الطفل إلى الله تبارك وتعالى، قال إن هذه العناية تدل على أن الإنسان كلما كان ضعيفًا كانت العناية به أوجب، طبعًا هذا قبل منظمة اليونيسيف، والمنظمات الدولية ما تنتبه لهذه الأشياء فمبدأ الصحة العالمية فيما يتعلق بتغذية الطفل بالرضاعة، نص في المادة السابعة على أن الرضاعة من ثدي الأم جزء لا يتجزأ من عملية الإنجاب، وهي الوسيلة الطبيعية والمثلى لإطعام الرضيع والأساس البيولوجي والعاطفي الوحيد لنمو الطفل، حتى هم خصصوا يومًا عالميًا للرضاعة الطبيعية.
فننظر لهذه أحد المظاهر التي تبين سبق الإسلام في الرحمة بهؤلاء الأطفال، ويمكن كلمة الكلمة الشائعة التي يقولوها دائمًا الإسلام صالح لكل زمان ومكان، هذه كلمة فيها قصور، فنحن لا نأخذ الإسلام من أجل أنه صالح لكن نقول «إن الزمان والمكان لا يصلحان إلا بالإسلام»، نظر المسلمون بعد أن نور الله قلوبهم بنور الإيمان إلى الرضاعة.
وهذا شيء عجيب مما تتفرد به الشريعة الإسلامية، فالمسلمون لم ينظروا لهذا الأمر على أنه مجرد التوفير للغذاء للطفل، بل تسامى بهذا الأمر حتى اعتبرها الإسلام خدمة روحية، فيها من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله.