الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسول اللهم صلي على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذرياته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد أما بعد،،،
فلا يخفى ما لوجود نوعية معينة من الإخوة هنا من دلالة صحية، لأن يلاحظ كثير من الإخوة الحضور لما يتزوجوا فضلاً عن أن يكون لهم أولاد، ومع ذلك حريصون على الحضور وهذا مؤشر صحي إن فيه إدراك لأهمية موضوع التوعية الوقائية، بحيث إن شاء الله حينما يكون لهم أولاد يكونون على وعي بالقضية التي نتناولها فشكر الله للآباء ولغير المتزوجين، حتى الآن تناولنا قضية حقوق الطفل في الأسبوع الماضي وناقشنا أن أول حقوق الطفل اختيار الأم الصالحة، وثانيها: حق الطفل في الحياة، إن هذا حق محترم، ومقدس، والتعدي عليه جناية وجريمة تستوجب عواقبها.
أما الحق الثالث: فهو حق النسب والاسم؛ فحق النسب في الشريعة الإسلامية من الحقوق الأساسية للطفل، التي تترتب على عقد الزواج، لأن في وجود نسب الطفل إلى أبيه يترتب عليه ثبوت الولاية على هذا الطفل، ويترتب عليه حق الإنفاق، وحق الإرث، لذلك منع الإسلام ما كان سائدًا في الجاهلية من أن الأب له حق نفي نسب الطفل متى عنَّ له ذلك، في أي وقت يستطيع أن ينفي الأب نسب الطفل، فالإسلام نزع من الأب هذا الحق أو هذا الباطل بتعبير أدق وهو حق نفي نسب أو نسبة ولده له متى شاء، وهذا كان سائدًا في المجتمعات الجاهلية.
لكن الإسلام جعل حق النسب حقًا أصيلاً لا يمكن التصرف به، فقد روي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهِ لِيَفْضَحَهُ فِي الدُّنْيَا فَضَحَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ قِصَاصٌ بِقِصَاصٍ» (?) الحضارة الإسلامية الرائعة الراقية انطلاقًا من مبدأ الحفاظ على الأنساب جعلت من مهام المحتسب والحسبة في الدولة الإسلامية ووظيفة أو وزارة الأمر بالمعروف