اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» (?).نجح الإسلام في تغيير هذه الصورة وحصل تغيير في المشاعر وفي الأحاسيس من ناحية الآباء تجاه الأطفال في المجتمع المسلم.

إن المتأمل لكتب التراث الإسلامي المنثور منها والمنظوم يجدها تذخر بعشرات الشواهد التي ترصد التغيير الجذري الذي أحدثها الإسلام في نفسية العربي، وكيف حولها من نفسية تؤمن بجفاء الطبع والتباهي بالقسوة، إلى نفسية شفافة مرهفة الحس تتدفق بالحنان والشفقة والعطف والرحمة على كل من يتصل بها، وبشكل خاص الأبناء التي غدت سعادتهم من أسمى الأهداف عند الآباء، هذا الإمام محمد بن الشهاب الزهري - صلى الله عليه وسلم - يرى ابنًا له يمشي بين يديه فيقول معبرًا عن حبه له أكبادنا تمشي على الأرض أكد هذا المعنى أحد الشعراء بقوله:

وإنما أولادنا بيننا ... أكبادنا تمشي على الأرض

لو هبت الريح على بعضهم ... لامتنعت عيني من الغمض

لقد اعتبر الإسلام الأطفال هبة ثمينة من الله، وزينة في الحياة الدنيا، دون تفريق بين ذكر وأنثى، وجعل محبتهم والعطف عليهم وإدخال السرور إلى قلوبهم عبادة يتقرب بها إلى الله، ومعلمًا من معالم الإيمان فالقلوب القاسية والطباع الجافية أبعد ما تكون عن روح الشريعة الإسلامية، لأن هذه السجايا والأخلاق تتعارض مع مقاصد هذا الدين التي جعلت من الرحمة نبراسًا وهاديًا للبشرية يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} (?).

نكتفي بهذا القدر

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015