وقال سدد خطاكم: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)} (?) فبعض القبائل العربية كانت تمارس الوأد أو دفن الأولاد البنات أحياء خوف من العالة أو الفقر، والبعض الآخر ممكن أن تقدم الأطفال قرابين للآلهة كما في القصة المشهورة في نذر عبد المطلب تقديم ولده عبد الله والد النبي - صلى الله عليه وسلم - قربانًا لهبل، أيضًا عادة التقرب بالأولاد للآلهة كانت شائعة عند المناذرة وملوك الحيرة وغيرهم من الأمم القديمة، أو قذفهم في الأنهار من أجل إرضاء الرب ليجود عليهم النهر بفيضانه ليتمكنوا من ري زروعهم.
وهذه العادة كانت معروفة عند القدماء المصريين تقديم عروس النيل قربانًا للآلهة المزعومة حتى يحصل فيضان وهذه العادة الجاهلية عند الفراعنة أبطلها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد الفتح من خلال الرسالة المشهورة وجهها إلى واليه على مصر عمر بن العاص - رضي الله عنه - أو، من خلال استعباد الأطفال وتشغيلهم في الأعمال الشاقة لتوفير الراحة للسادة، فضلاً عن عادة التخلص من الأطفال الضعفاء والمرضى عن طريق إلقائهم من فوق رؤوس الجبال كما كان الحال في اسبرطة القديمة، أما في مصر القديمة فقد حفل تاريخها بالعديد من القرارات الظالمة ضد الأطفال والتي من أشهرها وأوثقها من حيث الثبوت ذلك القرار الذي أصدره فرعون موسى بقتل كل مولود يولد في مصر وذلك تحت تأثير نبوءات الكهان الذين أخبروه بأن حياته سوف تنتهي على يد مولود سيولد من بني إسرائيل وهذا ما أشار إليه الله سبحانه تعالى بقوله: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)} (?) كما ذكرنا إن الإسلام بنيان مدهش في روعته وعظمته وإذا نظرت إليه من أي زاوية، ستجد دليلاً على أنه لا يمكن أن يكون إلا من عند الله تبارك وتعالى من أي