وشدته عليه وضربه وكذا وكذا ثم تدور الأيام، وتجد نفس هذا الابن إذا كبر المفروض يكون قد أخذ عبرة ويعدل يحصل حاجة اسمها التوحد مع المعتدي، Identification with the صلى الله عليه وسلمggressor يعني المعتدي هذا الولد بيتقمص شخصية أبيه يتوحد معه أو يتماهى وهو نفسه يعني قاعدة في الطب إن بعض المصطلحات سنقولها باللغة الثانية the abused will be abuser يعني الذي يبقى أسيء إليه في الصغر بعد هكذا لما يبقى في نفس الدور بيمارس نفس الدور الذي مورس عليه من قبل حتى في الاعتداءات الجنسية، ونحو ذلك الذي يتعرض لهذا بعد ذلك يتحول إلى معتدي على الآخرين.

نفس الشيء العقاب الجسدي أو الشدة والقسوة بيدور الزمن ويكون هو توحد مع المعتدي فيؤدي نفس دوره فيما بعد، فالتسلط هينشئه أيضًا متسلطًا مع أبنائه هو فيما بعد، يقول إن مساحة السيطرة الأبوية يجب أن تكون ضيقة، ومتميزة، فيه سيطرة لا بد إن هو محتاج كما قلنا إلى التأديب لكن السيطرة تكون حدودها ضيقة وفي نفس الوقت نوعية متميزة حتى تتيح للأبناء فرصة تكوين الشخصية الخاصة، وذوق راق، وإبداع فعال.

فالمربون سواء من المسلمين أو من غيرهم يتفقون على ضرورة الحسم الحازم الواضح والدقيق مع الأبناء، يعني فيه حب لكن كمان فيه حزم من الناحية الثانية طائر يطير بجناحين، حب وحزم، الحزم يكون في حسم موضوع ودقة مع الأبناء، هذا ينتج أطفالاً أسوياء سعداء.

فالأب المحب الحازم الحاسم المتسامح من دون مبالغة، هو الأب الذي يعرف أن إحساسه يتجه إلى إنضاج ابنه بالتفاعل لا بالقهر، ولهذا فإن ينضج هذا الابن، لكن ينضج بالقهر ولا ينضج بالتفاعل وبالتفاهم، لا بالقصر وبالحنان لا بعدم المبالاة.

موضوع تأديب الطفل متشعب ودقيق ينبغي الوقوف على معالمه، لأن التأديب علم ومهارة، ومن لا يجمع بينهما يفسد من حيث يريد الإصلاح، ويخطئ من يظن أن التأديب يعني اللجوء إلى العقاب لتعديل السلوك لدى الطفل أو إلزامه بأمر ما، يعني التأديب كلمة واسعة جدًا تشبه معنى الضيق الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015