عن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنهم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف عبد الله وعبيد الله وكثير من بني العباس -يوقفهم في الصف- ثم يقول «مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا» (?) (من يصل في مسابقة قبل الآخر له مكافئة كذا وكذا) قال فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم وهذا رواه الإمام أحمد في مسنده.

فانظر إلى خير من وطئ الحصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يتواضع مع الأطفال وكيف يتودد إليهم بهذه الطريق وروى مسلم عن جابر بن سمرة وكان من أطفال الصحابة قال صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان (أطفال صغار) فجعل - صلى الله عليه وسلم - يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا وهذه التلامس الجسدي لأن هذا التلامس له أثر مهم جدًا في الطفل فأخذ يمسح خدي كل واحد من الأطفال واحدًا واحدًا.

قال جابر: وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردًا وريحًا كأنما أخرجهم من جونة عطار، من طيب عطره - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان يهتم جدًا بالتعطر؛ فلذلك لما مسح خده كأنه أخرجه من جونة عطار أي فيهما رائحة المسك أو الرائحة الطيبة النفاذة.

خامسًا: من هذه الوسائل التي تشبع احتياجه إلى الأمان وإلى الاطمئنان، وإلى الطمأنينة سؤال الطفل عن أحواله، والاهتمام بشئونه، ومتابعة أخباره، ومشاركته أفراحه وأحزانه.

هذا كله يشكل قاعدة يعتمد عليها الطفل في مواجهة صدامات الحياة، وهذا يحدث تقاربًا بين القلوب، ويدمي الثقة بين الولد وأبويه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015