اللاإرادي والحقيقة أن الشدة والقسوة أو البداءة بالشدة والقسوة هي عبارة عن إعلان إفلاس تربوي معناها أن هذا المربي عاجز فاشل لا يستطيع أن يوجه الكلمة الطيبة وبالحوار وبالرحمة فبالتالي يلجأ إلى أسلوب الشدة والقسوة يقول الإمام ابن خلدون - صلى الله عليه وسلم - وهو يتكلم عن إرهاق المتعلم بالشدة والقسوة خاصة آثار الأولاد يقول إن هذا من سوء الملكة، ومن كان مرباه بالقهر من المتعلمين قضى به القهر وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليهم، وهذا إن شاء الله سنناقشه بالتفصيل حينما نتكلم عن الآثار الضارة في نفسية الطفل من مسألة الضرب غير المنضبط.

ثالثًا: من وسائل إشباع الحاجة إلى الطمأنينة عند الأطفال الاجتهاد والبحث عن وسائل لإدخال البهجة والسرور على الطفل، وهذه إما أن تكون مادية أو معنوية.

معنوية مثلاً كالقبلة أو المداعبة أو الضم أو السلام أو الابتسام في وجهه هذه كلها مما يدخل البهجة والسرور على الطفل.

رابعًا: هناك وسائل مادية كشراء الهدايا واللعب وما يدخل الفرحة على الأبناء ويشتهونه دون إسراف فهذه الوسائل التي تدخل عليه الفرحة والبهجة، أيضًا هي صورة من صور التعبير عن الحب الحقيقي مهم جدًا أن يشعر الطفل بأنه محبوب، ولذلك من الخطأ الشديد تربويًا أنك تهدد الطفل بأنه إذا لم يفعل كذا فلن تحبه خطر شديد جدًا؛ لأن موضوع الحب غير قابل للمساومة أو استعماله كسلاح لاجتذاب الطفل فلا بد أن الطفل يشعر أنك تحبه في كل الأحوال وأنك تتقبله في كل الأحوال، وإن كان هذا لا يعني أنك لا تنكر عليه سلوكه الشيء بصورة مناسبة؛ فشعور الطفل بأنه مرغوب ومحبوب عنصر مهم في اكتمال نموه السوي حتى تتشكل شخصيته المستقرة وتنمو لديه القدرات الإبداعية وتشع منه معاني التفاؤل والنجاح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015