الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرف أما بعد،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد،
فكما ذكرنا من قبل إن التربية علم وفن والمربي الناجح هو الذي يفقه هذا العلم ويتقن مهاراته ويبدع في فنونه.
بعض الناس يعتقدون خطأ أن التعامل مع الأطفال وتربيتهم من أسهل الأمور وفي الحقيقة كما ذكرنا هي علم له قواعد وله أصول وله فن ونحن الآن في عصر كل شيء أصبح علمًا وفنًا فالعجب من أمة تأبى أن تضع قطعة من حديد وهي السيارة بيد من لا يملكون علمًا ولا خبرة ولا مهارة حينما تريد أن تصلح السيارة فإنك تعمد إلى المختص في الإصلاح في حين أنك تتساهل في أن تضع أبنائك بيد من لا يفقه في التربية حرفًا.
وقد رأينا في الواقع العملي كيف أن بعض المدارس في وقت من الأوقات كان أهم شيء ليكون المدرسة مثلاً أو المدرس ملتزمًا بالمعنى المفهوم لدينا وإن لم يكن خبيرًا في التربية فمجرد أنه جامعي فيصدرونه في تربية الأطفال وتعليمهم فبالتالي ينتج هذا مشاكل كبيرة جدًا بالنسبة لهؤلاء الأطفال مما قد يبغضهم أحيانًا في الالتزام ممكن مُدرِّسة متبرجة تربوية لا تضر الطفل مثلما تضره مدرسة ملتزمة لكن لا تفقه التربية.
مثل ما نحرص في أي مشكلة إن نذهب لأهل الاختصاص وأن لا ننازع الأمر أهله كذلك في التربية لا بد أن نهتم جدًا بالمحاضن التربوية وأولها وأهمها على الإطلاق البيت الأسرة ثم الحضانة ثم المدرسة لأن هذا كله يشارك في صناعة الأبناء.