ويقول ثالس Thsllus وهو كاتب وثني عاش في القرن الأول: إن الظلمة العجيبة التي يقال إنها حدثت وقت موت المسيح كانت ظاهرة طبيعية ولم تكن أكثر من مصادفة عادية.
هذا ما كان من أمر المسيح نفسه، أما الأناحيل فليس أمرها بنفس النمط الذي سار عليه الباحثون الناقدون، ذلك لأن الأربعة الأناجيل التي وصلت إلينا هي البقية الباقية من عدد أكبر منه كثيراً كانت في وقت ما منتشرة بين المسيحيين في القرنين الأول والثاني. واللفظ الدال على الإنجيل Gospel - ترجمة للفظ اليوناني، euangelion، ومعناه الأخبار السارة، وهي أن المسيح قد جاء ليبشر بأن ملكوت الله قريب المنال.
لقد اختلف اليهود في إدراك ميراث الأرض.
واختلف النصارى في إدراك شخصية المسيح عيسى بن مريم.
وفي هذا الاختلاف تضاربت أقوالهم. وأصبحوا أمام الأمر الواقع مضطرين أن يدافعوا عن هذا التضارب، وأصبحت الأوهام في الدفاع عن ذلك تكبر شيئاً فشيئاً حتى أصبحت عملاقاً يسيطر على تفكيرهم، ويطغى عليهم، وصارت هذه الأوهام حقائق في نظرهم. ومن هنا كان سر متاعبهم، وسر إتعابهم لمن حولهم.