{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

ولقد سبق أن وضحت من هو النبي الذي رفضه بنو قومه: إنه جد الرسول عليه السلام، إنه سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وذلك بإقرار أهل الكتاب وتفاخرهم عليه بقولهم: "إذن لسنا أولاد جارية، بل أولاد حرة".

2 - إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل أثماره:

قال الله تعالى:

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}

ولعلك أيها القارئ العزيز استطعت أن تدرك المقصود بالحجر: إنه مجاز عن الرسول الكريم، كما أن فاران مجاز عن الأرض التي سكنها جد الرسول سيدنا إسماعيل عليه السلام.

ومن هنا نستطيع أن ندرك النبوءة العظمى التي تنبأ بها ملك وثني، وعبر عنها نبي من بني إسرائيل هو سيدنا دانيال نبي الله في العبارة: "كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين، فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف، فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس، والفضة والذهب معاً، وصارت كعصافة البيدر في الصيف، فحملتها اليح، فلم يوجد مكان ... أما الحجر الذي ضرب التمثال - فصار جبلاً كبيراً، وملأ الأرض كلها".

هذه هي الحقيقة التاريخية التي وردت في الأنبياء في سفر دانيال، تؤيدها الحقيقة التاريخية إبان بزوغ الإسلام وتقويضه لإمبراطورية الرومان بالغرب وفارس في الشرق، وامتداد الإسلام شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً.

وفي هذه الحقبة من الزمن يتنبأ نبي آخر عن الجزيرة العربية وعن البلد الأمين، وعن مناسك الحج، فيتحدث عن بزوغ نور الإسلام بقوله: "ها هي الظلمة تغطي الأرض، والظلام الدامس الأمم، أما عليك فيشرق الرب، ومجده عليك يرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015