ولم تكن مصادفة لأن واحداً من الأثنى عشر رئيساًَ من ابناء إسماعيل ذلك الابن المسمى قيدرا. وأن اسم قيدار صار أكثر شهرة في مجال النبوة من أنبياء بني إسرائيل وتقول التوراة:
"وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم الذي ولدته هاجر المصرية سارة لإبراهيم، وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم، نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار وأدبئيل ومبسام ... أثنا عشر رئيساً حسب قبائلهم" (تكوين 25: 12 - 16) .
وبعض نصوص الكتاب المقدس تبين أن قيدار رمز للعرب عامة كما يقول أرمياً:
"فاعبروا جزائم كتيم، وانظروا وأرسلوا إلى قيدار وانتبهوا جداً، وانظروا هل صار مثل هذا، هل بدلت أمة آلهة وهي ليست آلهة، أما شعبي فقد بدل مجده بما لا ينفع، ابهتي أيتها السموات من هذا، واقشعري وتحيري جداً يقول الرب، لأن شعبي عمل شرين، تركوني أنا ينبوع المياة الحية لينفروا لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء" (إرميا 2: 10 - 13) .
ويقول حزقيال:
"العرب وكل رؤساء قيدارهم تجاريدك بالخزفان والكباش والأعتدة في هذه كانوا تجارك" (حزقيال 27: 21) .
ويقول أشعياء:
"كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي وأزين بيت جمالي" (أشعياء 60: 7) .
وهذا دلالة هامة على أن ذرية قيدار صارت مرموقة عند الله سبحانه، وليست هذه الشهوة عفواً، ولكن بهدف رباني، وغرض لا مثيل له ليؤكد لبني إسرائيل أن من نسل هذا يولد الذي حياته وأعماله، فضلاً عن سمو ذاته سيتحقق فيه النصيب المضاعف لحقوق البكر من المجد لسلالة إسماعيل ولا ريب.
إن طبيعة المجد المضاعف تبدأ بالظهور في العهد القديم في سفر أشعياء التي تتلق بإيفاء وعد الله ليبارك به الجنس البشري "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 22: 18) من خلال ذرية إبراهيم.