بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراى فهربت من وجهها" (تكوين 16: 1 - 6) .
وحاصل ذلك فإن سفر التكوين أغلق الباب دون إسماعيل، وأمه هاجر زوجة أبيه إبراهيم، منذئذ فصاعداً إلا إسحاق وسارة أمه أصبحا ذا شأن "وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده" (تكوين 17: 19) "ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك ساره في هذا الوقت في السنة الآتية" (تكوين 17: 21) ومن المفارقات أن ميثاق الله لإبراهيم لم يتحرف إطلاقاً، ذلك عندما أراد الله مجازاة إبراهيم لأمانته بأن أخذ على نفسه ميثقاً لتوريث إبراهيم ونسله أرض الميعاد، لم يكن إسحاق في الصورة بعد فيقول سفر التكوين:
"وقال أبرام أيضاً إنك لم تعطني نسلاً وهوذا ابن بيتي وارث لي، فإذا كلام الرب إليه قائلاً لا يرثك هذا، بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك" (تكوين 15: 3، 4) وهذا هو الميثاق بنصه الكامل: "في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقاً قائلاًَ: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" (تكوين 15: 18) وحدد الميثاق الأماكن التي ينتزعها من سكاناه لذنوبهم وهي:
"القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين والببوسيين" (تكوين 15: 19، 20) وفي هذه الفترة يقول سفر التكوين: "وأما ساراى امرأة أبرام فلم تلد له" (تكوين 16: 1) بل كان إسماعيل هو الابن الوحيد لإبراهيم من هاجر جارية سارة، وكان إسماعيل قرة عين أبويه فقال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك (تكوين 17: 18) فاستجاب له ربه قائلاً: "وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً. اثنى عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة" (تكوين 17: 20) .
ولقد جعل الله الختان لكل ذكر لإبراهيم ونسله فريضة ابدية، وعلامة عهد مع الله فيقول سفر التكوين: "وتكلم الله معه قائلاً: أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أباً لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيراً جداً، وأجعلك أمماً وملوك يخرجون، وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً، لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك، وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً. وأكون الهمهم" (تكوين 17: 3 - 8) فما هو العهد إذن؟ يقول سفر التكوين: "وقال الله لإبراهيم: وأما أنت فتحفظ عهدي، أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم، هذا