البصمات البشرية الفادحة من زيادة وحذف، ومن تغيير وتبديل، ومن إسقاط وإقحام في أسفار الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) فإنه لازالت أجزاء برمتها على حالتها الأولى فلم تصب ببصمات بشرية على الإطلاق، ظلت أصلية برهان ساطع على قطع من التوراة الأصلية، وقطع من مقالات المسيح عيسى ابن مريم الأصلية وهي الإنجيل الأصلي.

نعم فالكتاب المقدس المتداول الآن على اختلاف الترجمات في عصرنا هذا، وأمامي نسخة للترجمة العربية البيروتية/ الطبعة الثامنة - عام 1936 بمعرفة جمعية التوراة الأمريكية المنشأة عام 1816 بنيويورك، لا زال يشمل أجزاء هامة ووحيدة للتوراة والإنجيل الحقيقيين، وهي كثرة والحمد لله، حتى أن كل من يؤمن بالله وبرسوله المسيح عيسى ابن مريم، ويتبع الكتاب المقدس تماماً في حالته الراهنة، فإن الكتاب المقدس بما يشمله من أجزاء أصلية سيقوده إلى الإسلام ولا ريب. كما قال الله سبحانه:

{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}

[البقرة: 121]

إن أولئك الذي يتبعون تعاليم موسى تماماً، وأولئك الذين يتبعون تعاليم عيسى تماماً عليهما السلام، حتى في حالتهما المتداولة إنما يقادون بفضل الله ونعمته إلى إنجاز وإيقاء ما يطلبه الله منهم.

ولا ريب أن هذا الاختيار الروحي قد مارسه ذوو العقول المتحررة، والقلوب المتعطشة، إلى معرفة الحق، ولا غزو أن أقدم ذاتي مثالاً حياً حتى بعد أن جاوزت الثلاثة والستين سنة من العمر أن الله شرح صدري للإسلام فأخذت طريقي إليه هجرة لله ولرسوله.

يحتوي الكتاب المقدس على نصوص شديدة الوضوح حول رسالة وشخصية الرسول النبي الأمي محمد - صلى الله عليه وسلم -. وضوحاً بيناً لا لبس فيه. حتى إن كثيراً من اليهود والنصارى الغيورين ليسعدون بقبول محمد رسولاً نبياً عند ظهوره.

ولكن القرون اللاحقة للمنازعات اللاهوتية، والتي انعقد لأجلها العديد من المجامع المسكونية، شهدت موجة رهيبة ومحمومة لتدوين المخطوطات المقدسة، وما أصابها من تحوير وتنقيح وزيادة ونقص، وحذف وإقحام، كانت هذه البصمات البشرية في تدوين الكتاب المقدس غشاوة سميكة تخفي الحقيقة. وفي هذه القرون، ولد قانون الإيمان".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015