لوثيروس الراهب الألماني زعيم الإصلاح ومؤسس الكنيسة البروتستانتية في القرن السادس عشر؟

وقد كان من نتيجة هذا كله ذلك الفساد الذي استشرى، وعم ربوع الإمبراطورية الرومانية التي تعرضت بسببه للغزو الأجنبي.

ولذلك تعرضت الإمبراطورية البيزنطية في عقد هرقل لغزو الفرس، ففي سنة 614 م اجتاح الفرس بلاد الشام واستولوا على أورشليم (بيت المقدس) ، وفي سنة 616م استولوا على مصر.

ولم يشأ هرقل أن يستسلم لهذه الحروب من الجهتين: الشرقية (بلاد فارس) ، والغربية (الآفار) ، فاخذ يعد جيوشه لمحاربة الفرس، وأخذت الحملة التي أعدها بنفسه طابعا دينياً لاسترداد الصليب الأعظم، وبهذا الطابع الديني تجهزت الحملة التي مكنت هرقل من توجيه ضربه قاصمة إلى الفرس. فقدم سنة 626 م عبر سهول دجلة والفرات نحو قلب الإمبراطورية الفارسية حيث أنزل بكسرى الثاني (590 - 628 م) هزينة ساحقة في ديسمبر سنة 627 م قرب أطلال نينوى، وعندما فر كسرى الثاني من ميدان المعركة لحق به هرقل إلى المدائن عاصمة الفرس، مما أدى إلى قيام ثورة داخلية أطاحت بكسرى الثاني، وجعلت خليفته يعقد صلحاً مع الإمبراطور البيزنطي على العودة إلى الحدود التي كانا عليها من قبل سنة 614 م.

على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك، إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية تعاقب على عرش فارس - في فترة تسع سنوات تالية - أربعة عشر حاكماً، مما مزق أوصال الدولة الفارسية وجعلها مسرحاً للفتن والقلاقل الداخلية.

وفي ذلك الوقت تعرضت الدولة الفارسية لغزو من نوع جديد، هو غزو لسحق الوثنية في موطنها.

عن ابن عباس رضي الله عنه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين. فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت أن ابن المسيب قال: "فدعا عليهم رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يمزقوا كل ممزق" رواه البخاري ص6 جـ6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015