الإمبراطور اللا أيقوني.
وقد رد الإمبراطور ليو الثالث على قرار البابا بالحرمان من الكنيسة بأن حرم البابوية من حقوقها وأملاكها في صقلية وجنوب إيطاليا وفصل الكراسي الأسقفية في هذه الجهات عن سلطان البابا الديني والقضائي، وجعلها تحت نفوذ وسلطان بطريق القسطنطينية.
وهكذا جاء النزاع اللا أيقوني ليزيد من حدة الشقاق بين الكنيستين الشرقية والغربية، مما كان له أثر واضح في مستقبل الحوادث التاريخية.
ولقد خلف الإمبراطور ليو الثالث ابنه قسطنطين الخامس (741 - 775 م) الذي وجد أن طريقة العنف وحدها غير كافية لتحقيق سياسته اللا أيقونية وأن كثيراً من الناس استمروا يباشرون عبادة الصور والأيقونات الدينية سرا، ولهذا لجأ إلى عقد مجمع ديني في القسطنطينية سنة 753، 754 م لتأييد سياسته العدائية للبابا وللأيقونية.
وكان أن قرر هذا المجمع تحريم تصوير المسيح بأي شكل من الأشكال لأن هذه الصور والتماثيل تعبر عن طبيعته الإنسانية والإلهية في طابع مجسد بشري، وبذلك تطمس صفته الإلهية. أما صور القديسين فقد حرم المجمع عبادتها هي الأخرى بدعوى أن هذه العبادة ضرب من الوثنية وعبادة البشر.
وهكذا اتخذ قسطنطين من قرارات مجمع القسطنطينية سلاحاً قوياً ساعده على التطرف في اضطهاد الأيقونيين والتنكيل بالديريين بوصفهم أشد أنصار الأيقونية، بل إنه عمد إلى هدم الحياة الديرية في بلاده بمختلف الطرق والوسائل وإن لم يتمكن من تحقيق هدفه.
على أن هذا المجمع لم يكن مسكونيا إلا من الناحية الاسمية فقط لأن البابوية ردت على الدعوة لحضور هذا المجمع بإنزال اللعنة على كل من يحضره. وامتنع عن حضور