الباب الثامن العالم قبل بزوغ الإسلام

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}

سارت الكنيسة - منذ أن أصبحت هيئة رسمية - على نهج النظام الإداري الإمبراطوري، وتطلب هذا النهج قيام شخصية عظيمة على رأسها، تعادل في الزعامة والقوة ما للإمبراطور على الإمبراطورية الرومانية بأسرها. ولعلنا نلاحظ فارقا واضحا بين الشرق والغرب، ففي الشرق تزعم الأباطرة الكنيسة منذ عهد الإمبراطور قسطنطين حتى غدوا يمثلون القيصرية البابوية.

ومن الواضح أن الإمبراطور قسطنطين وضع أساس هذه السياسة عندما شد من أزر المسيحية، واعترف بها ديناً رسمياً للدولة، وشيد القسطنطينية قاعدة الإمبراطورية "قيصرية بابوية".

وكان للإمبراطور الحق في دعوة المجامع الدينية لبحث مختلف المشاكل المتعلقة بالكنيسة والعقيدة المسيحية.

أما في الغرب فإن الوضع يختلف عن ذلك كثيرا، لأن الإمبراطورية الغربية أصبحت - بعد تقسيم العالم الروماني شرقي أو بيزنطي، ورماني غربي - ضعيف، لا تستطيع أن تفرض سيطرتها على الكنيسة والدولة جميعا كما حدث في الشرق.

ولكنها سرعان ما وجدت ضالتها المنشودة في شخص أسقف روما الذي تحول كرسيه إلى بابوية لها السيادة العليا على الكنيسة في مختلف أنحاء العالم الغربي. وترجع أسباب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015