ولقد جاء ذكر العصوين بمواصفات أوحى الله بها إلى عبده موسى بقوله: "وتصنع عصوين من خضب السنط وتغشيهما بنحاس. وتدخل عصوين في الحلقات. فتكون العصوان على جانبي المذبح حيثما يحمل".
فأصبح أمر العصوين إسرائيل مزيجاً من الأمر الإلهي والعبادة الوثنية، فالعبادة الوثنية جعلت لتقريب الإله - الذي - يتعبدون له - أن ترمز إليه بعصوين متعامدتين على شكل صليب.
وعلى هذا أصح الصليب رمزاً للحياة والتضحية منذ الآف السنين.
وهذا الرمز وجد منقوشاً على الألواح الحجرية الموضوعة فوق القبور البالغة القدم.
ولقد شغل الصليب مكانة دينية مرموقة في مصر وفي آشور، وفارس، والهند.
ويقال: إن الإمبراطور قسطنطين قد اتخذه رمزاً للإيمان المسيحي نقلاً من المحورين المتعامدين الشمسة التي كانت جيوشه قد جاءت بها من بلاد الغال رمزاً لعبادتهم الشمس.
وعلى هذا يكون الصليب رمزاً دينياً قديماً جداً. لا يمت إلى المسيحية بصلة.
ويقول السير آرثر فندلاى أيضاً في كتابه (صخرة الحق) صحيفة 72: "حتى سنة 680 م لم تكن الفكرة قد تبلورت حول الرمز الذي يعطى لصلب عيسى. وقبل ذلك كان يرمز للنخلص مذراً. فاستبدل بالحمل رجل مربوط إلى صليب، ومذرا هو المسيح المخلص للفرس سنة 400 ق. م."....
ثم يستأنف السر آرثر فندلاى حديثه في صحيفة 43 من المرجع نفسه فيقول: "ولقد استخدم الصليب منذ الآف السنين كعلامة على الحياة، ففي مصر القديمة الفرعونية كان الصليب يستخدم كمركز للحياة، حتى إنه وجد في مدينة الأقصر بمصر على جدار معبد الأقصر كتابة قديمة تبشر بالأم العذراء، والروح القدس المصري كان يرسم قابضاً على صليب أمام وجه الأم العذراء، والروح القدس المصري كان يرسم قابضاً على صليب أمام وجه الأم العذراء، وفي المنظر بعد ذلك يصورونها وقد وضعت طفلاً إلهاً. وفي اليونان كان الصليب يستخدم كرمز للحب والتضحية وكذلك الأمر في التبت والهند".