(د) التراجم إلى اللغات الحية:
من هذه النسخ سواء كانت باللاتينية أو الإنكليزية كانت التراجم إلى اللغات الحية ومنها اللغة العربية.
إن اللغة اللاتينية تعرضت لتغيرات ضخمة في مدى قرنين ونصف قرن، وهي المدة الواقعة بين (تاكتيوس سنة 55 - 130 م، وأغسطينوس سنة 354 - 430 م) .
ذلك أن انتشار المسيحية في الغرب خلال هذه الفترة لم ينشأ عنه إدخال ألفاظ جديدة من أصل يوناني فحسب، بل أدى أيضاً إلى استحداث كلمات جديدة وتعبيرات لم تكن معروفة من قبل لتلائم الآراء والمعتقدات والطقوس الدينية التي أتت بها المسيحية.
وقد نجم عن ذلك تغيير جسيم في اللغة اللاتينية، ويبدو الفاروق واضحاً بين اللغة اللاتينية الفصحى - كما كتبها شيشرون - واللغة اللاتينية الجديدة أو الدارجة التي استخدمها كتاب العصر المسيحي منذ عهد ترتوليان سنة 200 فصاعداً، وهكذا انتهى عصر البلاغة والبيان الذي كان يمتاز به الأسلوب اللاتيني.
وثمة مظهر آخر من مظاهر التأخر الذي أصاب اللغة، وبالتالي أصاب أوربا في ذلك العصر، هو تدهور مستوى الخط في الكتابة وفي المخطوطات أو الوثائق الحكومية المعاصرة. ففي العصور القديمة كانت الكتب تدون على مجاميع من أوراق البردي، ولكنها منذ القرن الأول الميلادي أصبحت تدون على صفحات من الرقائق الجلدية مقطوعة على هيئة مربعات قائمة الزوايا أطلق عليها الكتب المربعة. ومعظم المخطوطات التي ترجع إلى العصر الميروفنجي أو العصر القوطي من هذا النوع.
أما الخط فكان على ثلاثة أحجام، لكل حجم منها اسم خاص به وهي:
1 - الحروف الكبيرة، وتسمى: ماجسكيل.
2 - الحروف البوصية، وتسمى: يونيسكيل.
3 - الحروف الصغيرة، وتسمى: ماينوسكيل.
ولم يلبث أن أدى انتشار الجهل إلى فساد الخط، وتعذر قراءته، فوقع الكتاب