فيورد قصة مشهورة، هي قصة السامري الصالح، وتتلخص هذه القصة في استفسار من ناموسي - وهو الذي يسير وفق تعاليم التوراة تماماً - فيسأل: كيف يرث الحياة الأبدية؟ فيرد عليه المسيح عيسى ابن مريم بقوله: إن الدين هو حياة وقوة وليس مجرد تعاليم تحفظ. الدين هو أن يعيش المرء في إطار أحكام الشرع لا يتعدى أوامر الله ولا يقترف نواهيه. ونطق المسيح برده المشهور عقب إيراد القصة، وتتلخص في:
1 - كاهن يمر بالجريح الذي سطا عليه اللصوص من قطاع الطريق فيعبر الكاهن دون أن يقدم مساعدة.
2 - لاوى يمر كذلك دون أن يقدم أية مساعدة، وهذان من رجال الدين وعبورهما دون تقديم أية خدمة ينفي قوة الدين فيهما.
3 - سامري (وبين السامرين والإسرائيليين عداوة قديمة في كل شأن من شئون حياتهم) هذا السامري لم يكن في امتياز اليهود من ناحية الوحدانية ومن ناحية أنهم شعب الله المختار، ومع هذا قدم إسعافات طبية، ومعونة مالية، وأخذه إلى أقرب فندق للعناية به. وعهنا يشير المسيح عيسى ابن مريم إلى أن الغاية العظمى من الدين - هي كمحبة الله - ينبغي أن تكون محبة القريب. ومن هذا القريب؟ إنه ذلك الغريب الذي وقع بين قطاع الطريق.
وها هي ذي القصة، نوردها بنصها: "وإذا ناموسى قام ليجربه قائلا: يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له: ما هو مكتوب في الناموس، كيف تقرأ؟ فأجاب وقال: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك مثل نفسك، فقال له: بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا."
"وأما هو فإذ أراد أن يبرر نفسه قال ليسوع: ومن هو قريي؟
"فأجاب يسوع وقال: إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص، فعروه وجرحوه، ومضوا وتركوه بين حي وميت، فعرض أن كاهناً نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابلة، وكذلك لاوى إذ أيضا صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. ولكن سامرياً مسافراً جاء إليه، ولما رآه تحنن، وتقدم وضمد جراحاته، وصب عليها زيتاً وخمراً، وأركبه على دابته، وأتى به إلى فندق، واعتنى به، وفي