لقد ولد في مصر نبي من بني إسرائيل هو موسى عليه السلام، وكانت مصر في ذلك الزمان أرض السحرة، وكان الله ناصراً ومؤيداً لنبيه بالمعجزات التي سحقت أعمال السحر، وكانت سبباً في إيمان امرأة فرعون بالله الواحد القهار.

وفي فلسطين ولد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وفلسطين عاصرت عهدين: عهد الدولة الإغريقية التي اشتهرت بالحكمة والطب، وعهد الدولة الرومانية التي اشتهرت بالبطش والسطوة، فكان لابد أن تكون تأييدات الله من نوع يستطيع به رسوله ونبيه أن يفحمهم علماً وطباً.

وفي الجزيرة العربية ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والعرب يمتازون بفصاحة القول وبلاغته فكان تأييد الله لرسوله بالقرآن الكريم.

وكأن الله تعالى شاء أن تكون الأرض التي وطئتها أقدام الرسل والأنبياء مثلثة. زاويتها الأولى مصر، وزاويتها الثانية فلسطين، وزاويتها الثالثة الجزيرة العربية.

جاء سيدنا عيسى عليه السلام مؤيداً بالروح القدس، فجرت على يديه معجزات شفاء المرضى وإبراء الأبرص، وإحياء الموتى. كل هذا وأكثر منه بإذن الله: "قال يسوع: ارفعوا الحجر، قالت مرثا أخت الميت: ياسيد، قد أنتن، لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع: ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله؟ فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً، ورفع يسوع عينيه إلى السماء وقال: يالله، أشكرك. لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت. ليؤمنوا أنك أرسلتني. ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجاً. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة. ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع: حلوه ودعوه يذهب".

ويفتري المسيحيون في ادعائهم أن المسيح لم يكن مؤيداً بالروح القدس فحسب بل هو ذاته الله في جسد إنسان، وبهذا الإدعاء، وذاك الافتراء باءوا بغضب ولعنة من الله.

{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015