الحقيقة الأولى: انتزاع النبوة من بني إسرائيل: من بني إسحق بن إبراهيم، إلى محمد رسول الله: ثم بني قريش، من كنانة من بني إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إن كون رسول الله المصطفى من نسل إسماعيل عليه السلام، وإن مركز إسماعيل بين الإسرائيليين مركز المحروم من الميراث كما صرحت به السيدة سارة: "اطرد هذه الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحق". "ولكن عهدي أقيمه مع إسحق الذي تلده لك سارة" ... وهذا هو العهد الذي اقامه الله مع إبراهيم عيله السلام: "أقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً لأكون إلهك لك ولنسلك من بعدك".
وإذ يبوء بنو إسرائيل بغضب من الله. يخيب الله آمالهم فينتزع الميراث منهم ويورثه لذرية إسماعيل عيله السلام، في شخص الرسول الكريم، وهذا مصداق لما جاء على لسان موسى عليه السلام: "وأجعله أمة كبيرة" وقوله أيضاً: "لأني سأجعله أمة عظيمة وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت الفرية ماء وسقت الغلام".
هذا هو الحجر الذي رفضه البناءون، هو بقدرة الله قد أصبح رأس الزاوية، هو محمد رسول الله سيد المرسلين وخاتم النبيين.
الحقيقة الثانية: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة. هذا الأمر عجيب جداً، لأن الله قدر فنفذ لا راد لتقديره ولا لمشيئته.
بقى علينا أمر، وهو موقف التاريخ من هذه الحوادث:
1 - لقد ندد المسيح عيسى ابن مريم بالهيكل، وهو قبلة إسرائيل، تأمل فيما جاء بإنجيل متى 24: 1، 2.