وفي الركن الخامس من أركان الإسلام يقول الله تعالى:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
وفي تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة قال البراء بن معرور: "يا نبي الله، إني خرجت من سفري هذا، وهداني الله للإسلام، فرأيت ألا أجعل هذه البنية متى تظهر فصليت إليها. وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى يا رسول الله؟ " قال: "لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها".
وقال تعالى لسيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام.
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
لقد كان على الرسول تطهير البيت العاكفين، فإن الوصية التي كانت لجده هي الوصية، وما إن فتح الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكة حتى عمد إلى تطهيرها من الأصنام.
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح، وحول يوم الفتح، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها يعود في يده، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد"، أخرجه البخاري ج 5 ص 145.
وهذا الأمر ليس بغريب على أهل الكتاب، فهم كما قال الله عنهم:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
ولهذا قال لرسوله الكريم عند تحويل القبلة:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} .