وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفند هذه الفرية بقول الله تعالى:

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}

لقد استبعد إنجيل برنابا، وبقيت كتابات بولس الذي ادعى لنفسه الرسالة. وبين برنابا وبين بولس مشادة يكشف القناع عنها برنابا في قوله: "أيها الأعزاء، إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح، برحمته العظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى مبشرين بتعليم شديد الكفر داعين المسيح ابن الله، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائماً، مجوزين أكل لجم نجس الذي ضل في عدادهم بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى".

ويقرر العهد الجديد في سفر الأعمال (15: 26 - 40) هذا القرار: "فحصل مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر، وبرنابا أخذ مرقش وسافر في البحر إلى قبرص، وأما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعاً من الإخوة"

استبعد إنجيل برنابا وبقيت كتابات بولس الذي جاء بتعليم شديد الكفر بقوله: "كأس البركة التي تباركها أليست هي شركة دم المسيح. الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح".

ويسترسل الحواري يوحنا على هذا النمط فيقول: "جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأما فيه".

ومن هنا نشأ أحد الأسرار الكنيسة السبعة المعروفة بسر "الأفخارستيا" وفحواه: "اننا نؤمن أنه بعد تقديس سر الشكر، واستدعاء حلول الروح القدس على القرابين - يستحل الخبز والخمر استحالة سرية إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين حتى إن الخبز والخمر الذين ننظرهما على المائدة ليسا خبزاً خمراً بسيطين بل هما جسد الرب ذاته ودمه تحت الخبز والخمر". "ونؤمن أن ربنا يسوع المسيح حاضر في هذه الخدمة لا بوجه الرمز أو الإشارة أو الصورة أو المجاز ولا بأنه مستتر في الخبز بل هو حاضر حضوراً فعلياً". والحمد لله الذي قال في عزته وجلاله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015