غارة المصريين:
لقد امتد نفوذ الحكومة النجدية في الشمال من حلب1 إلى المحيط الهندي في الجنوب، ومن الخليج في الشرق إلى البحر الأحمر في الغرب، وبغض النظر عن هزيمة رأس الخيمة فلم تصب هذه الحكومة الفتية بأي صدمة حتى الآن.
وكان أخبار القوة النجدية تتوارد إلى الآستانة باستمرار، وقد عجز حكام بغداد ودمشق وجدة عن مقاومتهم، وأخيرا بعد ما ضاق الباب العالي ذرعا عين محمد علي خديوي مصر لكسر شوكة أهل نجد2، ويقال: إنه لم يعين حاكما على مصر في سنة 1804 م إلا بهذا الشرط، ولمثل هذه المواقع قد قيل: "اقتل الحية ولا تكسر عصاك"، فكانت قوة محمد علي الخديوي المصري3 المتزايدة يوما فيوما، خطرا على الباب العالي. فالمحاربة بين آل سعود والخديوي المصري ما كانت تخلو من فائدة. لأصحاب العروش في الآستانة.