ابتدأت غارات المصريين من أواخر سنة 1226 هـ "1811 م" فنزل طوسون بن محمد علي "المتوفى سنة 1231 هـ/ 1816 م" على الساحل الغربي بجيش قوامه عشرة آلاف جندي واستولى على ينبع بدون مقاومة تذكر1. ثم تقدم نحو المدينة ولكن في الطريق عند مضيق الجديدة تصدى له ابنا سعود عبد الله وفيصل فقاتلاه بضراوة نادرة حتى هزماه. وقتل من المصريين ألفا ومائتان 2. واضطر طوسون أن يعود على أعقابه إلى ينبع 3.
طوسون ومعاركه:
بقي طوسون في ينبع مدة ثم تقدم نحو المدينة، وفي هذه المرة نجح المصريون في الاستيلاء على المدينة بعد حصار دام شهرين4، ثم توجه طوسون إلى جدة بسرعة واضطر عبد الله بن سعود قائد الجيوش النجدية في الحجاز إلى أن ينتقل من مكة.
وهكذا دخل المصريون البلد الحرام بدون معارضة5، وبعد أيام قليلة استولوا على الطائف أيضا وكما يروي دحلان أقيمت حفلات فرح وسرور في كافة الأقطار المصرية وقد استمرت خمسة أيام استبشارا بهذه الفتوح6، ولكن بعد ذلك وقعت معركة عنيفة على مقربة من "تربة" وانهزم فيها المصريون7.
وتشجع قائد سعود عثمان المضايفى بعد وقعة تربة فتقدم نحو الطائف مرة ثانية، ولكنه أصيب بأضرار بالغة في هذه المرة فقد قتل كثير من رجاله، وفى نهاية المطاف أسر