رأس الخيمة:

وزيادة على هذه الحروب حصلت معركة مع الشركة الهندية الشرقية1، وكان سكان الخليج من قبيلة جوازم مصدر قلق دائم للحكومة الإنجليزية في الهند؛ إذ كانوا يشنون غارات متواصلة على السفن المارة من قرب الساحل، ويلحقون بها خسائر فادحة، ويغنمون الكثير، وقد بذلت الحكومة الإنجليزية محاولات عظيمة في بداية القرن التاسع عشر، ولكن الآن منذ عدة سنين كان سعود هو المسيطر على هذه المناطق، وكان هؤلاء المغيرون تحت حكومته. فشنت حكومة بومباي في سنة 1809 م (رمضان سنة 1224 هـ) غارة عنيفة على رأس الخيمة، وألحقت ضربة قاضية بأسطولهم وأحرقت المدينة، فما طلعت الشمس في 12 نوفمبر سنة 1809 م إلا وكانت مدينة رأس الخيمة قد تحولت إلى أكوام من رماد، واضطر أهلها إلى أن ينتقلوا من بلدهم.

ولكن هذه الهزيمة لم تؤثر شيئا في قوة أهل نجد، فما زالت أعمالهم العسكرية مستمرة في المدن الداخلية في عمان. ولكن مع ذلك يقول زويمر: "لقد كانت هذه الحملة من قبل البريطانيين أول ضربة شديدة لحقت أهل نجد قبل وصول المصريين، فقد أرسلت فرقة خاصة بعيدة عن مومبائي سنة 1809 م مخصصة للقضاء على مركزهم في رأس الخيمة وسكانها "القراصنة" (Inhabitants Piratic) وأمطرت القنابل على المركز وأحرق حتى صار رمادا" 2.

ولقد فصل برائجس تفصيلا كاملا في ذكر "اعتداءات الوهابيين" ثم في قصة الهجوم على رأس الخيمة وتأديبهم، ونقل عن الكولونيل سميث قولته "3 كانت هذه أول ضربة على معنويات قوة الوهابي 4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015