في توحيد الألوهية التي بعثت الرسل إلى مقاتلة من خالفها؛ ليكون الدين كله لله، فعاهد على منع ذلك كله، وهدم القباب المبنية على القبور والأضرحة؛ لأنها من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهده، بعد المناظرة مع علماء تلك الناحية وإقامة الحجة عليهم بالأدلة القطعية التي لا تقبل التأويل من الكتاب والسنة وإذعانهم لذلك، فعند ذلك أمنت السبل وسلكت الطريق بين مكة والمدينة، وبين مكة وجدة والطائف، وانحلت الأسعار وكثر وجود المطعومات، وما يجلبه العربان من الشرق إلى الحرمين من الغلال والأغنام والأسماك والأعسال ... " 1.
ولقد ذكر برك هارت أيضا شدته على مواظبة الصلوات والعقوبات التي كانت تنزل على المتخلفين وغيرهم2.
فتوحات وحروب أخرى:
لم تتوقف أعمال سعود العسكرية بعد فتح الحجاز، ففي سنة 1223 هـ (1808 م) هجم على النجف، ولكنه لم ينجح3 كما أغار في طريق عودته على السماوة والزبير أيضا.
وفي ربيع الآخر سنة 1225 هـ (يونيو سنة 1810 م) قصد سعود الشام وبعد عدة معارك رجع منتصرا ومعه الأموال والغنائم4. وقال ابن بشر:
"وحصل في الشام رجفة ورعب عظيم بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وجميع بواديه".
وقد وقعت معارك في البصرة ونواحيها عدة مرات، ولكنها ما أثمرت ثمرة مستقرة.