كان هدفه إقامة دولة تفرض الأمن والاستقرار، والدولة في نظره كانت وسيلة للسلطة. وهو هنا يخالف الأمير عبد القادر الذي حاول إقامة سلطته على الجهاد وتأييد الطبقة الأرستقراطية والطرق الدينية (?).
والحاج أحمد يخالف الأمير. لم يحاول أن يوسع سلطانه حتى يشمل الجزائر كلها. كان مكتفيا، سواء في مفاوضاته مع الفرنسيين أو في مراسلاته مع السلطان العثماني، بحدود إقليمه (قسنطينة) ولسنا ندري ماذا سيكون موقفه لو أنه نجح في خطته واستقر حكمه، ولكن الوثائق التي بين يدينا تدل على أنه كان يحارب من أجل سلطة محلية. حتى مصطفى بومزراق أخذ لقب الباشا وطلب الاعتراف به سيدا على الجزائر كلها، وليس كذلك الحرج أحمد.
لم يتفق الحاج أحمد مع الأمير عبد القادر الذي كان يرى فيه دعيا متطاولا على السلطة مستعملا الدين كوسيلة للوصول إلى الحكم. وزاد من شك الحاج أحمد في الأمير أن هذا قد وقع اتفاقات مع الفرنسيين: معاهدة دي ميشال 1834، ومعاهدة التافنة 1837. وبعد اتصال الأمير بأهالي قسنطينة إثر المعاهدة الأخيرة وإخطارهم أنه متفق مع الفرنسيين أحس الحاج أحمد بالشك فيه والخوف منه. وقد هدد الأمير بأنه سيهاجم قسنطينة مع الفرنسيين إذا لم يستسلم له الحاج أحمد (?). وزاد من سعة الشقة بينهما أن الفرنسيين كانوا يعملون على إثارة الرجلين ضد بعضهما (?). والواقع أن معاهدة التافنة التي جاءت بعد فشل المحاولة الأولى لاحتلال قسنطينة 1836، كانت مساعدة على نجاح الفرنسيين في المحاولة الثانية، فقد أطلقت أيدهم في شرق البلاد. ويذكر الكولونيل تشرشل أن الأمير كان على علم بخطة