سئل بعض الفلاسفة عن العشق فقال: جنون إلهي، لا محمود ولا مذموم. وسئل عنه آخر فقال: حركة النفس الفارغة. قال شاعر:
هل الحبّ الأزفرة بعد زفرة ... وحرّ على الأحشاء ليس له برد
وفيض دموع العين ياميّ كلّما ... بدا علم من أرضكم لم يكن يبدو
وقال بعض الصوفية: الهوى محنة امتحن الله بها خلقه يستدل به على طاعة خالقهم ورازقهم. وقيل لبعضهم: ما العشق؟ فقال: ارتياح في الخلقة وفرح يجول في الروح وسرور ينساب في أجزاء القوى.
وقال العيني: سألت أعرابيا عن الهوى فقال: هو أظهر من أن يخفى، وأخفى من أن يرى، كامن كمون النار في الحجر، إنّ قدحته أورى وإن تركته توارى. وسئل يحيى بن معاذ عن حقيقته فقال: الذي لا يزيده البرّ ولا ينقصه الجفاء.
قال العلماء: الهوى أنواع أوّله العلاقة وهو الشيء يحدثه النظر والسمع فيخطر بالبال، ثم ينمو فيقوى فيصير محبّة، والحبّ اسم مشترك يجمع ضروبا من ميل النفس كحب الولد والمال، ثم الهوى ثم المودة ثم الصبابة ثم العشق ثم الوله والهيام والتتيّم وهو أرفع درجات الحب لأنه التعبّد. «1»