ويحسن الندمان في خلقه ... دجاجة يخنقها ثعلب
واقترح على مغن فامتنع، فقال بعض الحاضرين: غن لهم صوتا فإنهم يقترحون عليك حينئذ بالسكوت. قال:
كلّما قلت اقترح قا ... ل اقتراحي أن تكفّا
وقيل لهارون: فلان إذا غنى غمض عينيه، فقال: أظنه يفعل ذلك استحياء لقبح غنائه. وقيل لآخر، فقال: نائحة تندب في مأتم. وقيل لآخر، فقال:
نحمد الله فإنا ... قد سمعنا ما كرهنا
وقيل لآخر، فقال:
فأحسن بحالك أن لو خرست ... وأحسن بنا لو رزقنا الصّمم
وقال ابن الرومي:
وكأنّ جرذان المحلّة كلّها ... في حلقه يقرضن خبزا يابسا
وله:
وإن سكوتها عندي لبشرى ... وإن غناءها عندي لمقعى
فقرّطها بعقرب شهرزور ... إذا غنت وطوّقها بأفعى «1»
وقال جحظة:
وانصرفنا لما تغنّت عطاشا ... والقناني كما دخلنا ملاء
وقيل غنّاني فلان فعناني.
وقال ابن الحجّاج:
وعوّادة من جواري القيان ... سرار البطون عليها نحل
إذا ما تغنّت بثاني الثقيل ... طرحنا عليها خفيف الرمل
وقال جحظة، وقد دعاه صديق له كان يعده بجارية حاذقة فائقة، فلما حضره أخرج جارية قبيحة، فقال:
قد دعانا فأرانا ... خنفساة خلف عود
وتغنّت من قيام ... كالمغني من قعود
وقال الجماز لأبي العيناء: كيف ترى غنائي؟ فقال: كما قال الله تعالى: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
«2» .