وَأما حفظ الْعقل: فَلِأَنَّهُ هُوَ عَامل التَّمْيِيز ومناط التَّكْلِيف فَهُوَ أعز منال وَسبب التكريم فَلَزِمَ الْحفاظ عَلَيْهِ حفظا لما أنيط بِهِ وَقد عقد بعض الأدباء مناظرة بَين الْعقل والحلم ليظْهر فِيهَا فضل الْعقل وَنعمته فَقَالَ:
فبالعقل تتمثل الْأَوَامِر وتجتنب النواهي فَحرم الله كل مُسكر ومفتر وَجعل حد السكر بِالْجلدِ. وَحرم الْقَلِيل من الْمُسكر وَإِن لم يسكر.. فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} وَبَين مفاسد الْمُسكر بقوله تَعَالَى {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} .