الخروج عليهم والطعن فيهم، ورأوا أن الخارج عليهم خارج عن دعوة المسلمين إلى طريقة الخوارج، ولهذا لما حج ابن عمر - رضي الله عنه - مع الحجاج وطعن في رجله قيل له: أنبايعك على الخروج على الحجاج وعزله - وهو أمير من أمراء عبد الملك بن مروان - غلظ الإنكار عليهم وقال: لا أنزع يداً من طاعة واحتج عليهم بالحديث الذي تقدم ذكره.
فإذا فهمتم ذلك فاشكروا نعمة الله عليكم بما منَّ به من إمامة إسلام تدعوهم إليه ظاهراً أو باطناً مما سمعتم وصدقه الفعل من بذل المال والسلاح والقوة وإعانة المهاجرين لأجل دينه لا لقصد سوى ذلك، يعرف ذلك من عرفه، ولا يجحده إلا منافق مفارق بقلبه ونيته ما اعتقده المسلمون وقاموا به.
وأما الطعن على العلماء فالخطأ ما يعصم منه أحد،