ومن المعلوم أن أعظم الكلام وأصحه كتاب الله العزيز، فلو قال إنسان ما نقبل إلا القرآن وتعلق بظاهر لفظ لا يعرف معناه أو أوله على غير تأويله فقد ضاهى الخوارج المارقين. فإذا كان هذا حال من اكتفى بالقرآن عن السنة فكيف بمن تعلق بألفاظ الكتب وهو لا يعرف معناها ولا ما يراد بألفاظها، والكتب أيضا فيها من الأحاديث الصحيح والضعيف، والمطلق والمقيد والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ، فإذا لم يأخذ العلم عن العلماء النقاد الذين هم للحديث بمنزلة الصيارفة للذهب والفضة خبط خبط عشواء وتاه في وادي جهالة عمياء.

وقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - في كتاب أصول الإيمان: (باب قبض العلم) ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015