على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات» وذلك حين سأل نفر من أصحابه عن عبادته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فكأنهم تقالّوها فقال أحدهم: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الآخر: أنا لا أتزوج النساء، وقال: الآخر أنا أصوم ولا أفطر وأصلي ولا أنام، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «أما أنا فأصوم وأفطر وأصلي وأنام، وآكل اللحم وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» ولما قام أبو إسرائيل في الشمس أمره أن يستظل.
ومن المعلوم أن مقصود هؤلاء النفر الحرص على الخير وطلب الزيادة في العبادة فبين لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن الزيادة على المشروع ضرر على صاحبها وسبب لخروجه عن الصراط المستقيم ومضاهاته للمغضوب عليهم والضالين.