الذي خرج منه هجر عن السلام في زعم هذا الجاهل أن خروجه مع إبله وغنمه معصية، وهذا جهل وضلال، فإن فعله ذلك مباح فلا يجوز هجره والِإنكار عليه والحالة هذه، وقد كان للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نعم من إبل وغنم يجعل فيها رعاة يرعونها، وقال الفضل بن العباس: زارنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في بادية لنا، وأما من هاجر ثم رجع إلى البادية منتقلا عن دار هجرته فإنه عاص ومرتكب كبيرة إذا لم يكن من نيته الرجوع.

فمن كان مقصوده اتباع الحق وطلب الهدى وسعه ما وسع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه، ومن كان مقصوده الهوى والتعمق والتكلف والتضييق على نفسه وعلى غيره من غير دليل شرعي فهو شبيه بمن انحرف عن هدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من أهل البدع والضلال، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم «إن قوما شددوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015