وقالَتْ أيضًا:
أفاطِمُ فابْكِي ولا تَسْأمِي ... بَصَحْبِكِ مَا طَلَعَ الكَوكَبُ
هُوَ المُرْءُ يُبْكي بِحَقِّ البُكَا ... هُوَ المَاجِدُ السَّيِدُ الطَّيِبُ
فأوحَشتُ الأرْضُ مِن فَقْدِهِ ... وَأنَّ البَرِيَّةَ لا تُنْكَبُ
فَمَالِي بَعْدَكَ حَتَّى الْمَمَا ... تِ إلاَّ الجَوى الذَّاحِلُ المُصْلِبُ
بَبَكِّي الرسُولَ وحُقَّتْ لَهُ ... شُهُودُ المدِينَةِ والغُيَّبُ
لِتَبْكَكَ شَمْطَاءُ مضْرُورَةً ... إذَا حُجِبَ النَّاسُ لا تُحْجَبُ
لِيَبْكَكَ شَيخٌ أبُو وَلْدِةٍ ... يَطُوفُ بعَقْوَتِهِ أشْهَبُ
ويَبْكِكَ رَكْبٌ إذَا أرْمَلُوا ... فَلَك يَكْفِ مَات طَلَبَ المَطْلَبُ
وتبكي الأَبَاطِحُ مِن فَقْدِهِ ... وتَبكِيهِ مَكَّةُ والأخْشَبُ
وتَبْكِيهِ عَذْرَاءُ مِن فَقْدِهَا ... بِحُزْنٍ وتُسْعِدُهَا الثَّيِبُ
فَعَينِيَ مالَكَ لا تَدْمَعِي ... وحُقَّ لِدَمْعِكَ مَا يَسْكُبُ
وقال حَسَّانُ يُعَدِّدُ مَحَاسِن الأنصَار:
قَومٌ هُمُ شَهدوا بَدْرًا بأجْمَعِهِمْ ... مَعَ الرسولِ فما آلُوا ومَا خَذَلُوا
وبايَعُوهُ فَلَم يَنْكُثْ بِهِ أَحَدٌ ... مِنهم ولَمْ يكُ في إيمَانِهم دَخَلُ
ويَومَ صُبْحِهِمُ في الشِعْبِ مِن أُحُدٍ ... صَرْفٌ رَصِينٌ كَحَرِّ النَّارِ مُشتَعِل
وَيَومَ ذِي قُرُدٍ يَومَ اسْتَثَارَ بِهِم ... عَلَى الجِيَادِ فَمَأ خَامُوا ولا نَكَلُوا
وَذَا العَشِيرةِ جَاسُوهَا بِخَيلِهِمُ ... مَعَ الرَّسُولِ عَلَيهَا البَيضُ والأسَلُ
ويَومَ وَدَّانَ أجْلَوا أهْلَهُ رُقَصًا ... بالخَيلِ حَتَّى نَهَانَا الحَزْنُ والجَبَلُ
ولَيلَةٍ طَلَبُوا فيها عَدُوَّهُمُ ... لله واللهُ يَجْرِيهمْ بِمَا عَمِلُوا
وغَزوَةٍ يَومَ نَجْدٍ ثُمَّ كَانَ لَهُمْ ... مَعَ الرَّسُولِ بِهَا الأسْلابُ والنَّفَلُ