بِمُسْتَهَلٍّ مِن الشُؤْبُوبِ ذِي سُبُلٍ ... فَقَدْرُ رُزِئْتِ نَبِيَّ العَدْلِ والخَيرِ
وكُنْتُ مِن حَذَرٍ لِلْمَوتِ مُشْفِقَةً ... ولِلْذِي خُطَّ مِن تِلْكَ المَقَادِيرِ
مِنْ قَقْدِ أزْهَرَ ذِي خُلْقٍ وَذِي فَخَرٍ ... صَافٍ مِنَ الغَيبِ والعَاهَاتِ والزُورِ
وقالت أرْوَى بِنْتُ عَيدِ المطلب تُرْثِي رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
ألاَ يَا عََينُ ويحَكِ أسْعِدِينِي ... بِدَمْعٍ مَا بَقِيتُ وَطَاوعِينِي
ألاَ يَا عَينُ ويحَكِ واسْتَهِلِي ... عَلى غَيث البِلادِ وأسْعِدِينِي
فإنْ عَذَلَتْكِ عَاذلةٌ فَقُولِي ... عَلاَمَ وفِيمَ ويحَكِ تَعْذُلِينِي
عَلَى نُورِ البِلادِ مَعًا جِمِيعًا ... رَسُولَ الله أحْمَدَ فاتْرُكِينِي
وَأنْ لا تقْصُرِي بالعَذْل عَنِّي ... فَلُومِي مَا بَدَالكِ أودَعِينِي
لأَمْرٍ هَدَّنِي وأدَكَّ رُكْنِي ... وشَيَّبَ بَعْدَ جِدَّتِهَا قُرُونِي
وقالت صفيةُ بنتُ عبد المطلب ترثي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
لُهِفَ قَلْبِي وبِتُّ كالمَسْلُوبِ ... أرَّقَ اللَّيلُ مُقْلَةَ المَحْرُوبِ
مِن هُمُوم وحَسْرةٍ وقَذَتْنِي ... لَيتَ أني سَبَقتُهَا لشُعُوبِ
حِينَ قالُوا إنَّ الرِّسُول أمْسَى ... وَافَقَتْهُ مَنِيَّةُ المكَتُوبِ
إذْ رَاَينَا أنَّ النَّبِيَّ صَرِيعٌ ... فأشَابَ القَذَالَ أيَّ مُشِيبِ
إذْ رَاَينَا بُيُوتَهُ مُوحِشَاتٍ ... لَيسَ فِيهِنَّ بَعْدَ عَيش حبِيبِ
أورَثّ القَلْبَ ذَاكَ حُزْنًا طَويلاً ... خَالَطَ القَلْبَ فهو كالمَرْعُوبِ
لَيتَ شِعْرِي وكيف يُمْسي صَحِيحًا ... بَعْدَ أنْ بينَ بالرسُولِ القريبِ
أعْظَمُ النَّاسِ في البَرِيَّةِ حَقًا ... سَيِّدُ النَّاس حُبُّهُ في القُلُوبِ
فَإلَى اللهِ ذَاكَ أشْكُو وحَسِبْيَ اللهُ ... مَولى وحَوبَتِي ونحِيبِي