في نِعْمَةٍ وَغَضارَةٍ ... وَسَلاَمَةٍ وَرَفاهِيَهْ
قَدْ أصْبَحُوا في بَرْزَخٍ ... وَمَحلَّةٍ مُتَرَاخِيَهْ
ما بَيْنَهُمْ مُتَفاوِتٌ ... وَقُبُورُهُمْ مُتْدانِيَهْ
والدَّهْرُ لا تَبْقى عَلَيْـ ... ـهِ الشَّامِخَاتُ الرَّاسِيَهْ
وَلَرُبَّ مُعْتَرٍّ بِهِ ... حَتى رَماهُ بِداهِيَهْ
يا عاشِقَ الدَّارِ الَّتي ... لَيْسَت لَهُ بِمْؤاتِيَهْ
أحَبَبْتَ دارً لَمْ تَزَلْ ... عَنْ نَفْسِها لَكَ ناهِيَهْ
أَؤُخَيَّ فَارْمِ مَحاسِنَ الدُّ ... نْيا بِعَيْنٍ قالِيَهْ
وَاعْصِ الْهَوى فيما دَعا ... كَ لَهُ فَبْئْسَ الدَّاعِيَهْ
أتُرى شَبابَكَ عائِدًا ... مِنْ بَعْدِ شَيْبِكَ ثانِيَهْ
أوْدى بِجدَّتِكَ الْبِلى ... وَأرى مُنَاكَ كَمَا هِيَهْ
يا دارُ ما لِعُقولِنا ... مَسْرورَةً بِك راضِيَهْ
إنَّا لَنَعْمُرُ مِنْكِ نا ... حِيَةً ونُخْرِبُ ناحِيَهْ
ما نَرْعَوي لِلْحادِثا ... تِ وَلا الْخُطوبِ الْجارِيَهْ
واللهُ لا يَخفى عَلَيْـ ... ـهِ مِنَ الْخَلائِقِ خافِيَهْ
عَجَبًا لَنا وَلِجَهْلِنا ... إِنَّ الْعُقولَ لَواهِيَهْ
إنَّ الْعُقُولَ لَذاهِلا ... تٌ غافِلاتٌ لاهِيَهْ
إنَّ الْعُقُولَ عَنِ الْجِنا ... نِ وحورِهِنَّ لَساهِيَهْ
أَفَلاَ نَبيعُ مُحَلَّةً ... تَفْنى بِأُخْرى باقِيَهْ
نَصْبُو إلى دارِ الْغُرُو ... رِ وَنَحْنُ نَعْلَمُ ما هِيَهْ
فكأنَّ أنْفُسَنا لَنا ... فيمَا فَعَلْنَ مُعادِيهْ