أُمْسي وَأُصْبِحُ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ ... ماذا أُضَيِّعُ في يَوْمي وَلَيْلَتِيَهْ
إنّي لأَلْهُوا وَايََّّامي تُنَقِّلُني ... حتّى تَسُدَّ بيَ الأَيَّامُ حُفْرَتِيَهْ
ماذا أُضَيِّعُ مِنْ طَرْفِي وَمِنْ نَفَسي ... لِغَفْلَتي وهُما في حَذْفِ مُدَّتِيَهْ
أَلْهُو وَلي رَهْبَةٌ في كُلِّ حادِثَةٍ ... وإِنَّما رَهْبَتي فَرْعٌ لِرَغْبَتِيَهْ
الرُّشْدُ يُعْتِقُني لَوْ كُنْتُ أتْبَعُهُ ... والْغَيُّ يَجْعَلُني عَبْدًا لِشَهْوَتِيَهْ
يَا نَفْسُ ضَيَّعْتِ أَيَّامَ الشَّبَابِ وَهَـ ... ـذَا الشَّيبُ فَاعْتَبِرِي بِالشَّيْبِ عِبْرَتِيَه
يا نَفْسُ وَيْحَكِ ما الدُّنْيا بِباقِيَةٍ ... فَشَمِّري وَاجْعَلي في الْمَوْتِ فِكْرَتِيَهْ
لَئِنْ رَكَنْتُ إِلَى الدُّنْيا وَزَينَتِها ... لأخْرُجَنَّ مِن الدُّنْيا بِحَسْرَتِيَهْ
أشْكُو إلى اللهِ تَضْيِيعي ومَسْكَنَتي ... أشْكُوا إلى اللهِ تَقْصيِري وقَسْوَتِيَهْ
واللهُ واللهُ رَبي الْمُسْتَغاثُ بِهِ ... واللهُ ربي بِهِ حوْلي وقُوَّتِيَهْ
المْالُ ما كانَ قُدامي لآخِرَتي ... ما لمْ أَقُدِّمْهْ مِنْ مَالي فَلَيْسَ لِيَهْ
وقال أيضًا:
أَيْنَ الْقُرونُ الْماضِيَهْ ... تَرَكوا الْمَنازِلَ خالِيَهْ
فَاسْتَبْدَلَتْ بِهِمُ دِيا ... رُهُمُ الرِّياحَ الْهاوِيَةْ
وتَشَتَّتَتْ عَنْها الْجُمو ... عُ وفارَقَتْها الْغاشِيَةْ
فَإذا مَحَلٌّ لِلْوُحو ... شِ ولِلْكِلابِ الْعاوِيَةْ
دَرَجوا فَما أبْقَتْ صُرو ... فُ الدَّهْرِ مِنْهُمْ باقِيَهْ
فَلَئِنْ عَقَلْتُ لأَبْكِيَنَّهُمُ ... بِعَيْنٍ باكِيَهْ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بَعْدَهُمْ ... إلاَّ الْعِظامُ الْباقِيَهْ
للهِ دَرُّ جَماجِمٍ ... تَحْتَ الْجَنادِلِ ثاوِيَهْ
وَلَقَدْ عَتَوْا زَمَنًا كَأَ ... نَّهُمُ السِّباعُ الْعاوِيَهْ