وقال رحمه الله:

كأن الأرض قد طويت عليا

كَأنَّ الأَرْضَ قَدْ طُوِيَتْ عَلَيَّا ... وقَدْ أُخْرِجْتُ مِمَّا في يَدَيَّا

كأَنَّي يَوْمَ يُحْثى التُّرْبُ فَوْقي ... مَهيلاً لَمْ أَكُنْ في النَّاسِ حَيَّا

كَأَنَّ الْقَوْمَ قَدْ دَفَنُوا وَوَلَّوْا ... وكُلٌّ غَيْرُ مُلْتَفِتٍ إِلَيَّا

كَأَنْ قَدْ صِرْتُ مُنْفَرِدًا وَحِيْدًا ... ومُرْتَهَنًا هُناكَ بِما لَدَيَّا

كَأَنْ بِالْباكِياتِ عَلَيِّ يَوْمًا ... وما يُغْنِي الْبُكاءُ عَلَىَّ شَيَّا

ذَكَرْتُ مَنِيَّتي فَبَكَيْتُ نَفْسي ... أَلاَ أَسْعِدْ أُخَيَّكَ يا أُخَيّا

وقال رحمه الله:

إن السلامة أن ترضى بما قضيا

إنَّ السَّلامَةَ أنْ تَرْضى بِما قُضِيا ... لَيَسْلَمَنَّ بِإِذْنِ اللهِ مَنْ رَضِيا

الْمَرْءُ يَأْمُلُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ ... والْمَرْءُ تَصْحَبُهُ الآمالُ ما بَقِيا

يا رُبَّ باكِ عَلى مَيْتٍ وَباكِيَةٍ ... لمْ يَلْبَثا بَعْدَ ذاكَ الْمَيْتِ أنْ بُكِيا

وَرُبِّ ناعٍ نَعى حِينًا أَحِبَّتَهُ ... ما زالَ يَنْعى إلى أنْ قِيلَ قَدْ نُعِيا

عِلْمي بِأنّي أذُوقُ الْمَوْتَ نَغَّصَ لي ... طِيبَ الْحَياةِ فَما تَصْفو الْحَياةُ لِيا

كمْ مِنْ أخٍ تَغْتَذي دُودُ التُّرابِ بِهِ ... وكانَ حيًّا بِحُلْوِ الْعَيْشِ مُغْتَذِيِا

يَبْلى مَعَ الْمَيْتِ ذِكْرُ الذّاكِرِينَ لَهُ ... مَنْ غابَ غََيْبَةَ مَنْ لا يُرْتَجى نُسِيا

مَنْ ماتَ ماتَ رَجاءُ النَّاسِ مِنْهُ فَو ... لَّوْهُ الْجَفاءَ وَمَنْ لا يُرْتَجى جُفِيَا

إنَّ الرَّحِيلَ عَنِ الدُّنْيا لَيُزْعِجْني ... إِنْ لمْ يَكُنْ رائِحًا بي كانَ مُغْتَدِيا

الْحَمْدُ للهِ طُوبى لِلسَّعيدِ وَمَنْ ... لمْ يُسْعِدِ اللهُ بِالتَّقْوى فَقَدْ شَقِيا

كمْ غافِلٍ عَنْ حِياضِ الْمَوْتِ في لَعِبٍ ... يُمْسي وَيُصْبِحُ رَكَّابًا لِما هَوِيا

وَمُنْقَضٍ ما تَراهُ الْعَيْنُ مُنْقَطِعٌ ... ما كُلُّ شَيْءٍ يُرَى إلاَّ لِيَنْقَضِيا

وله أيضًا:

يا من يسر بنفسه وشبابه

يا مَنْ يُسَرُّ بِنَفْسِهِ وَشَبابِهِ ... أنى سُرِرْتَ وَأنْتَ في هُلَسِ الرَّدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015