مَنْ صَنَعَ النَّاسَ تَكَنَّفُوهُ ... وَاقْتَرَبوا مِنْهُ وَكَرَّموهُ

سُبْحانَ مَنْ باعَدَ في تَقَدُّمِهْ ... نَعْصِيهِ في قَبْضَتِهِ بِأَنْعَمِهْ

كِلاَ الْجَدِيدَيْنِ بِنا حَثِيثُ ... مِنَ الْخُطوبِ عَجِلٌ مَكيِثُ

طُوبى لِمَنْ طابَ لَهُ الْحَدِيثُ ... ما يَسْتَوِي الطَّيِّبُ والْخَبِيثُ

وقال رحمه الله تعالى:

رغيف خبز يابس

رَغِيفُ خُبْز يابِسٍ ... تَأكُلُهُ في زَاوِيَهْ

وكُوْزُ مَاءٍ بارِدٍ ... تَشْرَبُهُ مِن صَافِيَهْ

وغُرْفَةٌ ضَيِّقةٌ ... نَفْسُك فِيها خَالِيَهْ

أوْ مَسْجِدٌ بِمَعْزِلِ ... عن الوَرَى في نَاحِيَهْ

تَدْرُسُ فِيه دَفْتَرًا ... مُسْتَنِدًا لِسَارِيهْ

مُعْتَبرًا بِمَنْ مَضَى ... مِن القُرونِ الخَالِيَهْ

خَيرٌ مِن السَّاعَاتِ في ... فَيْءِ القُصُورِ العَالِيَهْ

تَعْقِبُهَا عُقُوبَةٌ ... تُصْلَى بِنَارٍ حَامِيَهْ

فَهَذِهِ وَصِيَّتِي ... مُخْبِرةٌ بِحَالِيَهْ

طُوْبَى بِمَنْ يَسْمَعُهَا ... تِلكَ لَعَمْرِيْ كَافِيَهْ

فاسْمَعْ لِنُصْحِ مُشْفِقٍ ... يُدْعَى أبا العَتَاهِيَهْ

وقال رحمه الله:

ألا من لي بأنسك يا أخيا

ألا مَنْ لي بِأُنْسُكَ يا أُخَيَّا ... وَمَنْ لِيْ أَنْ أَبُثَّكَ ما لَدَيَّا

طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ ... كَذاكَ خُطُوبُهُ نَشْرًا وَطَيّا

فَلَوْ نَشَرَتْ قُواكَ ليَ الْمَنايا ... شَكَوْتُ إِلَيْكَ ما صَنَعَتْ إلَيَّا

بَكَيْتُكَ يا أُخَيَّ بِدَمْعِ عَيْني ... فَلَمْ يُغْنِ الْبُكاءُ عَلَيْكَ شَيَّا

وكانَتْ في حَياتِكَ لي عِظاتٌ ... وأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015