لِمِثْلِ هذا فَلْيُبَكِّ الْبَاكِي ... حَسْبُكَ بالْبُيُودِ مِنْ هَلاَكِ
لَيْسَ الرِّضَا إِلاَّ لِكُلِّ راضِ ... وَكُلُّ أمْرِ اللهِ فِينا ماضِ
السُّخْطُ لا يَبْرَحُ كُلَّ سَاخِطِ ... أيُّ هَوًى فيهِ سُقُوطُ السَّاقِطِ
لا تَتْبَعِ النَّفْسَ عَلى مَا تَهْوَى ... ولازِمِ الرُّشُدَ لِكَيْ لا تَغْوَى
مًَنْ ضاقَ حَلَّتْ نَفْسُهُ في الضِّيقِ ... لَيْسَ امْرُؤٌ ضاقَ على الطَّريقِ
ما أَوْسَعَ الدُّنْيا على الْمُسامِحِ ... ما فازَ إلاَّ كُلُّ عَبْدٍ صالِحِ
عاقِبَةُ الصَّبْرِ لَهَا حَلاوَهْ ... وعادَةُ الشَّرِّ لَها ضَراوَهْ
تَعَزَّ بالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ ... ولا تُخَلِّ النَّفْسَ حِينَ تَشْرَهُ
النَّفْسُ إِنْ اَتْبَعْتَها هَوَاهَا ... فاغِرةٌ نَحْوَ هَواهَا فَاهَا
لا تَبْغِ ما يَجْزِيْكَ مِنْهُ دُونَهُ ... وإنْ رَأَيْتَ النَّاسَ يَطْلُبونَهُ
أَيُّ غِنًى لِلْمَرءِ في الْقُنوعِ ... والْمَرْءُ ذُو حِرْصٍ وَذو وَلُوعِ
الْمَرْءُ دُنْياهُ لَهُ غَرَّارَهْ ... والنَّفْسُ بِالسُوءِ لَهُ أَمّارَهْ
ما النَّفْسُ إِلاَّ كَدَرٌ وصَفْوُ ... طَعْمٌ لَهُ مُرُّ وطَعْمٌ حُلْوُ
لِكُلِّنا يَا دَارُ مِنْكِ شَجْوُ ... وبَعْضُنا مِنْ شَجْوِ بَعْضٍ خِلْوْ
مَا زَالَتِ الدُّنْيا لَنا دارَ أَذى ... مَمَزُوجَةَ الصَّفْوِ بِأَلُوانِ الْقَذى
الْخَيْرُ والشَّرُّ بها أَزْوَاجُ ... لِذا نِتاجٌ ولِذا نِتاجُ
سُبْحانَ رَبّي فالِقِ الإِصْباحِ ... ما أَطْلَبَ الْمَساءَ لِلصَّباحِ
إنَّ الْجَدِيدَيْنِ هُما هُما هُما ... هُما هُما دائِرَةٌ رَحاهُما
يا دارُ دارَ الْباطِلِ الْمُعَتَّقِ ... عَلِقْتُ مِمَّنْ فِيكِ كُلَّ مَعْلَقِ
لا عَيْشَ إلاَّ عَيْشُ أهْلِ الْحَقِّ ... دارُ خلُودٍ لِحِسابِ الْحَقِّ
مَا عَيْشُ مَنْ ضَلِّ الرِّضى بِعَيْشِ ... السَّاخِطُ الْعَيْشِ كَثِيرُ الطَّيْشِ
جَدَّ بِنا الأَمْرُ ونَحْنُ نَلْعَبُ ... وكُلُّ آتٍ فَكذَاكَ يَذْهَبُ