نَلْعَبُ والدَّهْرُ بِنَا سَرِيْعُ ... والْمَوْتُ فِيْنَا دَائِبٌ ذَرِيْعُ
كُلُّ بَنْي الدُّنْيا لَها صَرِيْعُ
أَلاَ انْتَبِهْ ثُمَّ انْتَبِهْ يا ناعِسُ ... أُخَيَّ لا تَلْعَبْ بِكَ الْوَساوِسُ
دُنْيايَ يا دُنْيايَ يا دارَ الْفِتَنْ ... يا دَارُ يا دَارُ الْهُمومِ والْحَزَنْ
لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ مِنَ الْفَرَجْ ... تَثَقَّفَ الْحَقُّ فَما فِيهِ عِوجْ
يا عَجَبًا ما أَسْرَعَ الأَيَّاما ... عَجِبْتُ لِلنَّائِمِ كَيْفَ نَامَا
يا عَجَبًا كُلٌّ لَهُ تَصْرِيفُ ... صَرَّفَهُ الْمُصَرِّفُ اللَّطِيفُ
وأَيُّ شَيْءٍٍ لَيْسَ فيهِ فِكْرَهْ ... وأَيُّ شَيْءٍ لَيْسَ فيهِ عِبْرَهْ
نَرى افْتِراقًا ونَرى اجْتِمَاعَا ... نَرى اتِّصالاً وَنَرى انْقِطَاعَا
المُؤْمِنُ الْمُخْلِصُ لا يَضِيعُ ... وَحِكُمَةُ اللهِ لَهُ رَبِيْعُ
حَتّى مَتى لا تَرْعََوِي حَتّى مَتى ... لَقَدْ عَصَيْتَ اللهَ كَهْلاً وفَتى
ما أقْرَبَ النَّقْصَ مِنَ النمَّاءِ ... وكُلُّ مَنْ تَمَّ إِلىَ فَناءِ
أرى الْبِلى فِيْنَا لَطيفَ الْفَحْصِ ... بَيْنَ الزِّياداتِ وبَيْنَ النَّقْصِ
إنْ كُنْتَ تَبْغي أَنْ تَكونَ أمْلَسا ... فَكُنْ مِنَ الدُّنْيا أَصَمَّ أَخْرَسا
وَارْغَبْ إِلى اللهِ عَسى اللهُ عَسى
يا ذا الَّذي اسْتِيِقاظُهُ مُشْتَبِهُ ... لاَ رَاقِدُ أنْتَ ولا مُسْتَنْبِهُ
مَنْ آثَرَ الْمُلْكَ على الْكَيْنُونَهْ ... كانَ مِنَ الْمُلْكِ على بَيْنُونَه
لِيَخْشَ عَبْدٌ دَعْوَةَ الْمَظْلومِ ... وحِكْمَةَ الْحَيِّ بِها الْقَيُّومِ
وَيْحَكَ يا مُغْتَصِبَ الْمِسْكِينِ ... وَيْحَكَ مِنْ دَيَّانِ يَوْمِ الدّيِّنِ ...
الدِّينُ للهِ هُوَ الدِّيَّانُ ... وَحُجَّةُ اللهِ هِيَ السُّلْطَانُ
تُدانُ يَوْمًا مَا كَما تَدِينُ ... وَيْحَكَ يا مِسْكِينُ يا مِسْكِينُ