أرَى الإِنْسانَ مَنْقوصًا ضَعيفًا ... وما يَأْلُو لِعِلْمِ الْغَيْبِ رَجْما
أشَدُّ النَّاسِ لِلْعلْمِ ادِّعاءٌ ... أقَلُّهُمُ بِما هُوَ فيهِ عِلْمَا
وَفي الصِّمْتِ الْمُبَلِّغِ عَنْكَ حُكْمٌ ... كما أنَّ الْكَلامَ يَكونُ حُكْمَا
إذا لمْ تَحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ طَيْشٍ ... أَسَأْتَ إجَابَةً وَأَسَأْتَ فَهْمَا
وقال أيضًا:
إنْ قَدَّرَ اللهُ أمرًا كانَ مَفْعولا ... وكَيْفَ نَجْهَلُ أمرًا لَيْسَ مَجْهولاَ
إنّا لَنَعْلَمُ أنَّأ لاحِقونَ بِمَنْ ... وَلَى ولكِنَّ في آمالِنا طُولاَ
ضَمِنْتُ لِلطّالِبِ الدُّنيا وزينَتَها ... ألاَّ يَزالَ بِها ما عاشَ مَشْغولاَ
يا رُبَّ مَنْ كانَ مُغَترًّا بِناصِرِهِ ... أَمْسى وأَصْبَحَ في الأَجْدَاثِ مَجْدُوْلاَ
ورُبَّ مُغْتَبِطٍ بالْمالِ يأْكُلُهُ ... يَوْمًا ويَشْرَبُهُ إذْ صَارَ مَأْكَّولاَ
ما زالَ يَبْكي عَلى الْمَوْتى ويَنْقُلُهُمْ ... حَتَّى رَأَيْناهُ مَبْكِيًّا ومَنْقُولاَ
وقال رَحِمَهُ الله تَعَالَى:
أَيا بَني الدُّنيا ويا جِبرَةَ الْـ ... ـمَوْتى إِلى كَمْ تُغْفِلونَ السَّبيلْ
إنا عَلى ذاكَ لَفي غَفلَةٍ ... والْمَوْتُ يُفْني الْخَلْقَ جيلاً فجيلْ ...
إنِّي لَمَغرورٌ وإِنَّ الْبِلَى ... يُسْرِعُ في جِسْمي قَليلاً قَليلْ
تَزوَّدْنَ لِلْمَوْتِ زادًا فَقَدْ ... نادى مُناديهِ الرَّحيلَ الرَّحيلْ
كَمْ مِنْ عَظيمِ الشَّأْنِ في نَفسِهِ ... أَصْبَحَ مُغتَزًّا وأمسى ذَليلْ
يا خاطِبَ الدُّنيا إِلى نَفسهِا ... إِنَّ لَها في كُلِّ يَوْمٍ عَويلْ
ما أَقْتَلَ الدُّنْيا لأَزْواجِها ... تَعُدُّهُمْ عَدًّا قَتِيلاً قَتِيلْ
اُسْلُ عَنِ الدُّنيا وعَنْ ظِلِّها ... فإنَّ في الْجَنَّةِ ظِلاًّ ظَليلْ